Ads 468x60px

الأحد، 1 ديسمبر 2013

من استعارة الجملة إلى استعارة السياق




1-في موضوع الكتاب :

2- عرض الكتاب:

1-2- التــعريف

2-2 - التقييس :

3-2  التــأطير :

4-2- الـتـأويل 

-3المرجعية و المنهج

4 – من استعارة الجملة إلى استعارة السياق : 

المتن و الهوامش

نحاول فيما يلي أن نقوم بقراءة  نقدم فيها كتابا لأحد الأعلام المغاربة في ميدان الدراسات الأدبية و تحليل الخطاب  ؛ إنه الأستاذ  و الباحث الدكتور محمد مفتاح ، أما الكتاب فهو كتابه : مجهول البيان .
و أشير منذ البداية إلى أنه من الصعوبة بمكان تقديم أو عرض كتاب كمجهول البيان لمؤلف اتسمت كتاباته بالتكــثيف و التعمق و الإبحار في محيط من  المراجع و المصادر العربية و الغربية على حد سواء . إلا أنه و لنفس الأسباب يجد الباحث نفسه متجشما هذا العناء خصوصا إذا كان موضوع الكتاب من أعم المواضيع و أقدرها قوة على مقاومة الزمن  و أكثرها تعطشا لإسالة المزيد من المداد . 
          إنه منذ أرسطو و موضوع البلاغة يستأثر باهتمام الدارسين في كل مجالات العلوم الإنسانية حتى أضحت بعض قضاياه جوهرية في الكثير من  التخصصات كالأدب و الفقه و الفلسفة و المنطق . فمن قضايا البلاغة المتعلقة بكل هذه المجالات : مـسـألة الإستعارة التي يثير محمد مفتاح في هذا الكتاب إشكالياتها و تناسلاتها من العهد القديم إلى الآن .

          و في محاولتنا هذه القراءة ، سنخصص الحديث اولا حول موضوع الكتاب ، ثم نحاول أن نضع بعض اليد على مرجعية االباحث و منهجيته في مجهول البيان  ، و من خلاله في مشروع المؤلف بصفة عامة  بعد أن نقدم عرضا موجزا لــمــحتــويـاتـه ، و نعرض أخيرا للنتائج التي توصل إليها  فــي االفصل التطبيقي من الكتاب .

  1-في موضوع الكتاب :

لا أحد ينكر أن البلاغة ذات صلة وثقى بالمنطق ، و أنها تربت في أحضان الحجاج ؛ فهي و سيلة للإقناع و لرفع مرتبة الخطاب ، « إنها تبحث في استعمال الخطاب من أجل أن يكون ساحرا و مقنعا ، و [ يصلح ] للتشاور و الترافع . «(1)  و قــد  تعرضت على طول مسيرتها لكثير من الإختزال ، بل و سوء الفهم أحيانا ، فلم يعد يفهم من البلاغة سوى وظـيـفـتـهـا في تنميـــق الخطاب و زخرفته ، يقول محمد الولي :« و في هذه الحالة ما دامت نواة البلاغة الحجاجية قد ألحقت بالمنطـق و قوض بذلـــــك  مجال الإيجاد الذي تعتبر البلاغة نواته الإقناعية ، و ما دام طرف من البلاغة قد ألحق بالمنطق فقد اخــتـزلــت البلاغة العامـــة  في صيغتها الأرسطية (…) إلى بلاغة محسنات و زخارف .» (2) ، فمنذ ارسطو و البلاغة سائرة في اتجاه اعتبارها أداة لإنتاج  خطاب من درجة ثانية يعلو على الخطاب الطبيعي ( أو الخطاب اليومي ) بما تكسبه إياه الإستعارة من جمالية . و لم تكن التصورات العربية في منأًى عن هذا التوجه . 
يقول محمد مفتاح:

« إننا لا ننكر ان علماء نا القدماء جاؤوا بآراء حصيفة و صائبة  في المسالة التي قيد التحليل(…) ولكنهم بحكم سيطرة المناخ المعرفي ا لموروث عن أرسطو شطروا آلية التقييس إلى شطرين :أحدهما تخلوا عنه و ثانيهما تبـنوه ، فما تخلوا عنه هو التقييس ( القياس ) الذي تركوه للأ صوليين و المناطقة و الفلاسفة ،و ما تبنوه هو  الإ ستعارة .

(…) وقد آن الآوان لاستثمار آلية التقييس لإدراك دور الإستعارة في خلق النظرية و في تسويغها و في الربط بــين عناصر الكــــون للهيمنة عليه و ضمان العيش فيه ، أو  في خلق الأوهام و قلب الحقلئق ،و في نشر معرفة مزيفة.»، المتن، ص 8.



إن الغرض الذي تجند له الباحث في هذا الكتاب واضح من خلال هذا النص و هو إعادة المياه إلى مجاريها ،لكن في ضوء مـا استجد من نظريات ، و انسجاما أيضا مع روح العصر الثقافية .

          إن مسألة حياد البلاغة عن أساسها كانت معلومة لدى بعض الفلاسفة العرب الذين كانوا على علم بالتراث اليوناني ، فهذا ابن رشد ينتبه إلى حياد البلاغة عن جوهرها و أساسها الذي هو ارتباطها بالمنطق إلى تركيزها على ما يسميه ب "التزيـين و التنميق"، يقول محمد العمري :« عمود البلاغة عند ابن رشد ذو طبيعة منطقية تخول لهذه الصناعة الإنتماء إلى المنطق،بل إنها لن تستكمل هويتها إلا بهذا الإنتماء ( ...) ومن حاد عن هذا الطريق ،عن طريق عمود البلاغة الذي يربط البلاغة بالمنطق  (أي بعلم الحق ) ، صرف اهتمامه للجـوانب الأسلوبية المقامية ( السيكولوجية ) التنظيمية ، أي للأمور الخارجية غير الجوهرية.» (3) . 

إن العلاقة بين البلاغة ( الإستعارة ) و باقي الفروع المعرفية ذات الصلة بها من حيث الأسس و النشأة علاقة جدلية تتأثر بانتفائها كل تلك الفروع ، فقد استعارت البلاغة من المنطق آلياتها ، يقول طه عبد الرحمان:«  اعلم أن الدراسات البلاغية ، قديما و حديثا اقتبست من المنطق الصوري بعض أدواتها.»(4 ) ، ولكن المنطق أيضا لا تخلو آلياته مما هو بلاغي ، يقول محمد الولـي : « إننا نلاحظ بهذا تسلسل المقومات الشعرية أي الإستعارة داخل المجال الذي يعتبر مقصورا على الأدوات الإقناعية.» ( ( 5.

إن النظرة الشمولية للبلاغة ، والبلاغة العربية على وجه التحديد تستلزم من الباحث أن يحفر عن جذور المسألة و ألا يتتبع طريقا مرسوما من قبل ؛ يقول محمد مفتاح :

« لقد بقيت البلاغة العربية في الدراسات القديمة و الحديثة مفصولة عن النظام الفكري الذى نشأت فيه و ترعرعت ،فهي وثيقة الصلة بالمنطق ، والأصول و النحو ، و علم الكلام  . و عدم مراعاة هذا التفاعل بين هـذه الفروع عاق المصلحين أن يكتشفوا الآليات العميقة التي تحكم النشاط الإستدلالي اللغوي القائمة عليه تلــك الفروع.» - المتن ،ص :11 .

          إن مسألة علاقة البلاغة بالمنطق أو بغيره من الفروع المعرفية لا تحتاج إلى إثبات ،لكن الذي يجب أن نلمسه هو :كيف لـنا أن نستثمر البلاغة ( الإستعارة على وجه التخصيص بالنسبة لمحمد مفتاح في هذا الكتاب ) بعد ردها إلى أصولها ؟  ثم كيف لـنا أن نرد البلاغة إلـى هذه الأصول دون أن نغض الطرف عن نتائج قرون عدة من الإنتاج النظري في مختلف مجالات البحث في العلـوم الإنسانية ؟

في إجابته على هذه الأسئلة ؛ سننتهي مع محمد مفتاح إلى أن نحلل بالإستعارة  نصوصنا الأدبية  أو الدينية أو غيرها ، و إلى أن نـحلـل الإستعارة في هذه النصوص.

2 – عرض الكتاب:

1-2) التــعريف:

يتتبع محمد مفتاح تحديد الإستعارة منذ أول واضع لأسسها و هو أرسطو مرورا بأول من تعمق في شرحه و ناقشـه و هو فورفوريوس PORPHYRE ( *) ، ثم ينطر في آراء من نقل مفاهيم أرسطو و فورفوريوس إلى الثقافة العربية الإسلامية من المناطقة المسلمين و على رأسهم ابن سينا و أبو حامد الغزالي . 

و بعد تحليله للكليات الأرسطية و الفورفورية و لآراء من اتبع أرسطو و فورفوريوس ؛ ينتهي محمد مفتاح إلى أن الكليات خمس و هي :الجنس ، النوع ، الفصل ، الخاصة و العرض . و لعل ما يهم في هذه الكليات بالنسبة لما سيقوم به محمد مفـتاح – بالإضافة إلى كونها ثوابت منطقية – هو ردها الشيء إلى مقوماته مما يمكن أن يفيد التحليل البلاغي ، و رد الإستعارة خــاصة و البلاغة عامة إلى أصولها المنطقية ، يقول محمد مفتاح :

« بيد أن ما هو جدير بالتسجيل و الإعتبار كون التحديد ، باعتماد على الشجرة الفورفورية ، رجع إلى سالف مجـده في مناهج أنثروبولوجية و سيميوطيقية و لسانية و قد شاع تحت اسم التحليل المتتالي في أمريكا أو التحليل المقومي (السيمي) في أوربا . « ، المتن ، ص : 19.

و من أهم الأمثلة التي يقدمها الباحث حول التحليل بالمقومات نشير إلى العمل الذي قام به  كَريماص ، و غـير خاف أن  كَريماص فيما سماه بالدلالة البنيوية قام برد الكلمات إلى مكوناتها الصغرى  ’’ المقومات ’’ و رد المقومات نفسها إلى مكونات أدنى و هكذا دواليك . و لم يقف عند الدلالة المعجمية للكلمة بل تعداه إلى البحث في المكونات التي تكتسبها الكلمة من السياق فيما سـماه بالمقومات السياقية ، و من ذلك استعار ألية جديدة من مجال الفيزياء و هي " التشاكل Isotopie  " ، و قد عمل راستييF. RASTIER على تطوير هذه الآلية الإجرائية  حتى أضحت بؤرة لنقاش حاد . 

و إذا كان التحليل المقومي قد تعرض لانتقادات كثيرة كإفقاده لحيوية المفردة اللغوية بعدم مراعاة السياق و الدلالة الإيحائية كما فعل "كاتز " و "فودور" ، أو كاستحالة الإحاطة بكل المقومات الذاتية و الأعراض ، و غير ذلك…. فإن هذا التحليل قد فرض نفسه ، إلى أن من شروط تبنيه في نظر محمد مفتاح  أن ينفتح على السياق و يعتبره مكونا أساسيا بما في ذلك من اعـتراف بدور " العَرض " أو الرسم ككلية . و في ذلك يقول : 

«  تبنينا التحديد بالرسم ، لأن القدماء و المحدثين لم يرفضوه و لا سبيل لهم إلى ذلك ، إذ إن كل موجـود يحتاج إلى صفات تسند له أو تحمل عليه  لـيُعرف أو ينمو و يتناسل « ، المتن ، ص : 36 . 

هكذا يتبين لنا من خلال عرضنا لهذا الفصل بأن محمد مفتاح يؤكد على دور السياق في كل عملية تأويلية ، و ذلك انسجاما مع الطرح الذي يتبناه ( النظرية التفاعلية ) كما سيأتي بيان ذلك حينما نعرض لمنهج الباحث في هذا الكتاب .

2-2)- التقييس : 

يخصص الباحث الفصل الثاني من الكتاب لدراسة التقييس ، و فيه يدرس الإستعارة في إطار القياس بصفة عامة و قيــاس التمثيل على وجه التحديد .إذ « ليست النماذج و الصور و الإستعارات إلا قياسات « كما يقول محمد مفتاح نقلا عن هوفمان .و مما توقف عنده في هذا الفصل ؛ وضع القياس ( أو المنطق عموما ) في الساحة الإسلامية ، إذ هناك من رفض هذا الإجراء جملة وتفصيلا كابن حزم الأندلسي ، و غيره كثير .إن بيت القصيد هنا بالنسبة للباحث هو أن يعقد العلاقة بين الإستعارة و قياس التمثيل على أسس واضحة ، و أن يقننها في ضوء النظريات الجديدة ، و ما أتيح من آليات ، و في ذلك إعادة نظر عميق في التراث العربي الإسلامي ، بل و العالمي ، و هي محاولة جريئة كان لابد منها في هذا الكتاب …

« إذن ما يهمنا نحن بحكم هدفنا ، هو الآليات التي تتحكم فيه [ القياس ] و المعرفة التي تنتج عــنـه ، و لا تهمنا المضامين و المواد التي اختلف حولها القدماء . لذلك نريد إثبات علاقة الإستعارة بقياس التمثيل و وضعها المعرفي ، و مواقف المحدثين من الإ ستعارة و وضعها المعرفي . « ، المتن ، ص :42 . 

و من ذلك ينتهي محمد مفتاح إلى أن الإستعارة شأنها شأن القياس تقوم على نفس الأركان و تتركب من نفس الأطراف ، فهي "إدخال المسنعار له في جنس المستعار " ، أي حمل طرف ( أو موضوع أول ) على آخر ( أو موضو ع ثان ) ، و القياس بناء للشك على اليقين أو حمل للامعروف على معروف ، و الإستعارة أيضا " إلحاق للأضعف بالأقوى " كما هي عند السكاكي . 

          و يقدم محمد مفتاح جملة من الأمثلة الإستعارية يحللها بعد الإقرار بأن الإستعارة تتكون من موضوع أول و موضوع ثان . و ذلك في ضوء النظرية التفاعلية التي يخلص الباحث إلى أن من مزاياها كونها تغني عن الدخول في متاهة التقسيمات و التفريعات التي تم تقسيم الإستعارة إليها لدى العرب كما لدى الغربيين ؛ يقول : 

« إن النظرية التفاعلية جعلتنا نتخلص من كثرة التقسيمات التي انتقدها البلاغيون العرب  أنفسهم  من مـثل : الإستعارة التصريحية و التبعية و الكنائية و التخييلية… إذ يمكن صياغة أي مفهوم إستعاري في استـعارة مفهومية مؤلفة من موضوع أول و موضوع ثان ، كما أن مفهوم التفاعل يجعلنا نتجاوز الإستعارة الجملية إلى دراستها في النص  ، بناء على توظيف مفاهيم المماثلة الجزئية و التعدية و شبه التضاد… «، المتن ،ص :61.  

          3-2 ) التــأطير : 

          في الفصل الثالث و الذي يعنونه الباحث ب " التأطير " يرى بأن الأصول الأرسطية و أصول الشجرة الفورفورية لا تزال متضمنة حتى في النظريات الحديثة ، فعند تقديمه لما سماه ب: " التحليل بالإطار " و الذي تندرج ضمنه مجموعة من النظريات 

يمكن تأطيرها جميعا في إطار " العلم المعرفي cognitive science  " ينتهي إلى أن هذه النظريات لم تتخلص كلية من الأرسطية و جذوع الشجرة الفورفورية . فإذا نحن وقفنا عند مثال من الأمثلة التي يتم تحليلها عادة في إطار ما يعرف بالشبكة الدلائليــــة 

و في تعليقه على هذا التحليل يقول محمد مفتاح :

«  ومن خلال هذه الصياغة يتبين لنا أن آليات التحديد نفسها هي التي تحكمت فيها : الجنس و النوع الذي    يصبح جنسا … والتضمن ، وتعقيم بعض العقد و تفريع أخرى .» ، المتن ، ص:67 .

إن إجرائية هذا التحليل لا تتأتى إلا بالتركيز على دور السياق ، خصوصا في مجال تحليل الإستعارة ، و هو ما يؤكد عليه الباحث هنا .

يحلل محمد مفتاح مجموعة من المفاهيم الإجرائية ، إلى جانب الشبكة الدلائلية ، و هي :الإطار ، المدونة ، السيناريوهات ، فكلها تقدم لنا عملية تنظيم بالمعرفة و تفسر طرق اكتسابها وكيفية استعمالها و طرق تأويلها ، أو تعكس التسبيب و الترابط و التعدية … 

و إذا كان الهدف من عقد هذا الفصل  هو تبين طريقة تحليل الإستعارة في ضوء " العلم المعرفي " ، فإن النماذج السابقة الذكر إنما هي آليات مما يوظفه هذا التحليل من بين الآليات التي تشكل خلفيته النظرية ، و التي يحاول الباحث على ضوئها تبيان أسس الإستعارة النصية ، أو العلاقات الجامعة بين أجزاء النص . يقول: 

« إن النص غالبا ما يسير في خط مستقيم معقدا ما انطلق منه و موضحا له و مفصلا لجزئياته … و لهذا فإن الإستعارة ضامنة لانسجام مكونات أجزاء النص بربط مفاهيمه و جمله و فقراته .» ، المتن ، ص :87 .  

و سنعود لتوضيح هذه الفكرة بالوقوف عند الفصل التطبيقي الذي يطبق فيه محمد مفتاح هذه التصورات على إحدى المناقب الصوفية . 

4-2 ) الـتـأويل : 

يتتبع محمد مفتاح تاريخ التأويل منذ بداياته الأولى إلى أحدث عهوده ، فإذا كان التأويل في العهد القديم قد نشأ عند بغية حل مسألة تناقض أو تنافر المعاني الحرفية لبعض الآيات للواقع الثقافي و اليومي ، فإن هذه النشأة قد رافقتها تحولات كثـيرة و تفرعت عنها تيارات يمكن تصنيفها في :

-        الإتجاه الذي يأخذ بالدلالة الحرفية . 

-        الإتجاه الذي يؤول الدلالة و يخضعها لمنطق العقل . 

-          الإتجاه التوفيقي الذي يوفق بين الدلالة الحرفية و بين تأويلها . 

و حينما ينطر الباحث بعد ذلك في  " التأويل في المجال الإسلامي " فإنه يرى أن نفس التيارات التأويلية هي نفسها ما يمكن العـثور عليه في المجال الإسلامي . فهناك ممثلون للنزعة الحرفية ( الحنابلة و الظاهرية ) ، و هناك مؤولون ( الزيدية و الإمامية الإثنــى عشر و الإسماعيلية و الخوارج بكل طوائفهم ، و الصوفية و المعتزلة و الفلاسفة ) ، كما لا يعدم وجود تيار وسط يحارب النزعتين معا و يحاول التوفيق بينهما و ضمنه بعض الأصوليين و السنيين كالمالكية و الشافعية و الحنفية ، و لايمكن لنا في هذا العرض المقتضب للمحتوى العام للكتاب أن نعرض ما يقدمه محمد مفتاح من تفاصيل حول هذه التيارات التي يؤكد أن كثيرا من خلفياتها قد تسربت إلى التأويل الحديث و المعاصر . 

          في تتبعه لمسيرة التأويل و تطوره يتوقف محمد مفتاح عند التأويل في التيارات الأنثروبولوجية و السيميائية ، و اجترارها للرهان القديم حول تقسيم معنى النص إلى ظاهر و باطن ، و ينتهي من عرضه للتيار التفكيكي و التأويلية الفلسفية (الهيرمينوطيقا) إلى النظر في بعض آراء من حاول إيجاد نظريات تركيبية تأخذ من كل هذه الإتجاهات ، و هنا يعرض إلى " أمبرتو إيكو " الذي سبق و أن قلنا سالفا بأن الباحث يتبني بعض آرائه ، و لعل تصور أمبرتو إيكو يتقارب مع التصور الذي يتبناه محمد مفتاح في هذا الكتاب ، من حيث إنهما يكادان يرتكزان على نفس المرجعية و خصوصا ما يأخذانه عن " وينريخ " ، يقول محمد مفتاح : 

« و قد ارتكز " أمبرتو إيكو " على التفرقة التي أتى بها " وينريخ " ، و هي : الإستعارة الصغيرة هي استعارة الجملة و استعارة السياق هي مجموع الإستعارات الواردة في النص المكونة لخطاب تمثيلي . و أما استعارة النص فهي تلك القاعدة الإيديولوجية لمجتمع من المجتمعات المدلول عليها بالإستعارة السياقية.»  المتن ، ص :107 . 

إلا أنه إذا كان أمبرتو إيكو يهتدي من خلال هذا التصور إلى المفاهيم الأساسية التالية : الإستعارة و التمثيل و الرمز على اعتبار أن الرمز هو ما يتحكم في استعارة النص و يوجه تأويلها ، فإن محمد مفتاح يتبنى – على خلاف ذلك – مفهوم " التمثيل " و يشتغل به . 

5-2) التظهـير :

في الفصل الخامس من هذا الكتاب يقدم محمد مفتاح – بناء على ما تقدم – تطبيقا لتصـوره على منقبة أبي زكـرياء  يحيى بن لا الأذى الرجراجي ، الواردة ضمن كتاب :التشوف الى رجال التصوف ، لابن الزيات ، وهو ما سنعرض له بعد أن 

نقف بشكل سريع على مرجعية الباحث و منهجه في الكتاب . 

  -3المرجعية و المنهج : 

لقد قدم محمد مفتاح خلال أزيد من عقدين من الزمن مشروعا متكاملا ، منذ أن بدأ الكتابة في أواخر السبعينات في بعض المجلات إلى إصدار لكتاب: " المفاهيم معالم " ( 6 ) و الذي لن يعتبر الأخير بدون شك . و قد شكلت رسالته الجامعية حول الخطاب الصوفي النواة الرئيسية لكل أبحاثه ، ثم توالت كتاباته يولد بعضها من رحم بعض ؛ يكمله و يضيف إليه . 

          و لقد درج الباحث في كل كتاباته على أن يقسم الدراسة إلى قسمين : نظري ثم تطبيقي ، إيمانا منه بلا جدوى تقديم النظريات و المفاهيم إذا لم يُستدل على إجرائيتها و فاعليتها عن طريق تجريبها و تقديم طريقة ملموسة لاستثمارها ، يقول : 

« و إذا أردنا إثبات العكس أي جوهرية ما كتبنا و شمولية النطرية فلنقدم نظرية طريقة ملموسة و عملا مجسما . « ، المتن ن ص :85 .

إن محمد مفتاح ، برغم الوضوح الذي تبدو عليه كتاباته ، يتوجه  إلى قارئ مختص متمكن ، مطلع على النظريات و ملم بكل قضاياها ، فهو يصرح غير ما مرة بأنه يترك عرض تفاصيل النظرية إلى الكتب التعليمية أو الشارحة . و هكذا نلفيه مكثرا مـن  الإحالات على جملة من النظريات في مصادرها الأصلية ، خصوصا منها ذات الأصل الأنجلوساكسوني ، إذ يحيل مثلا في فقرة واحدة على العديد من النظريات و المفاهيم كقوله :

          « لقد أسهمت عدة نظريات كالكارثية " catastrophic théory " بمفاهيم التشعب "bifurcation cuspand " و الذكاء الإصطناعي ب : الأطر frame théory ، و المدونات stript  ، و بصراع الخطاطات schema cnflict، و الدلائلية بالتشاكل isotepy … « ، المتن ، ص: 61 .

و لاندعي في هذا المقام المتواضع الإلمام بكل ما يقدمه الباحث ، و سنحاول فيما يلي أن نقف على المنهج الذي ركبه من أجل دراسة الإستعارة .

لقد نُظِر إلى الإستعارة منذ ما قدمه أرسطو على أنها قائمة في الكلمة المعجمية الواحدة ، فهي استمال لكلمة مجازية مكان لفظة حقيقية لعلاقة المشابهة ، أو هي: استعمال اللفظ لغير ما وضع له في أصل اللغة كما جاء في تعاريف أغلب قدامى البلاغيين العرب ؛ « هكذا يبدو قيام الإستعارة لدى أرسطو ، على المحور الإستبدالي للغة ، فهي تتعلق بكلمة معجمية واحدة ( لها معنيان : حقيقي و مجازي ) … إنها تقوم على مبدإ الإختيار و الإنتقاء ، و ليس على مبدإ التوزيع و التأليف .» (7) و قد نُظر إلى الإستعارة ، انطلاقا من نفس الرؤية على أنها مقصورة على الخطابين الشعري و الخطابي دون غيرهما .

                        كثيرة هي الدراسات التي حاولت تصحيح هذه الرؤية ، لدى العرب * كما لدى الغربيين ، و محمد مفتاح الذي اعتبر بهذا من مجددي النظر في الإستعارة ، يحاول تفنيد هذه الرؤية و تصحيحها ، فلا الإستعارة حكر على الشعري و الخطابي ، و لا هي متعلقة بالكلمة الواحدة . إن الإستعارة تغزو كل مجالات حياتنا ؛ فمن بين ما نحيا به : هي . إنها « لا تكتسح لغتنا فحسب ، بل نسقنا التصوري بأكمله « (8 ) . أخذا بوجهة النظر هاته ؛ يتبنى محمد مفتاح النظرية التفاعلية ، 

يقول :

« و قد تبنينا نظرية ملائمة جعلتنا نتجاوز العوائق الإبستمولوجية التي تحول دون الوصول إلى هدفنا.و كانت النظرية هي التفاعلية لشموليتها و بساطتها ، فهي شاملة من حيث إنها جعلتنا نستطيع تجاوز الإبستمولوجية الأرسطية الوضعية التي اهتمت بتحليل الكائنات الطبيعية و المفاهيم اعتمادا على مكوناتها الملاصقة ، و جعلتنا – بدلا من ذلك – نتبنى التحليل بالمقومات السياقية المستقاة من تفاعل المفاهيم و مساق الخطاب و سياقه ضمن بنية شاملة . «  المتن ،ص :9 .

          لعل الجوهر الذي تقوم عليه النظرية التفاعلية ، منذ أن أرسى بعض أسسها العالم : أ. ريتشاردز A. RICHARDS  في كتابه : Philosophy of rhetorics ،الصادر عام 1966 ، هو أنه ليس للكلمة معنى في ذاتها ، و إنما يتحدد هذا المعنى انطلاقا من سياق الكلام . « ليس للكلمة معنى في ذاتها ؛ إنه لا ينبثق من اللغة ، بل من الخطاب ، يعني من الوضعية التي يتحقق فيها الكلام ، و التي يمارس فيها السياق دورا مهيمنا . و هذا يقود إلى أنه ليس للمفهوم معنى قار و ثابت (معنى حقيقي  [ بل ] على العكس من ذلك ، تحيل الكلمة على معان متعددة بحسب السياق … « (9) .

          لهذه الإعتبارات رأينا خلال عرضنا لمحتوى الكتاب مدى تركيز محمد مفتاح على السياق و اعتباره له مكونا أساسيا من مكونات العملية التواصلية . و من مرجعياته في هذا المجال اعتماده على ما قدمه أصحاب النظرية المعرفية بشكل عام ، و خصوصا "مارك جونسون " و " جورج لايكوف " في كتابهما :METAPHORS WE LIVE BY  ، الذي صدرت له ترجمة إلى اللغـة  العربية بعنوان : الإستعارات التي نحيا بها [ انظر الهامش رقم (8 ) ] و ذلك بعد صدور كتاب مجهول البيان بست سنوات ، و في تأكيده على دور النظرية التفاعلية ؛ يقول الباحث : 

« بيد أن النظريات التفاعلية هي السائدة الآن لأسباب عديدة منها التطورات العلمية المحضة ، و التغيرات التي لحقت ، تبعا لذلك ، مناهج العلوم الإنسانية و الأدبية ، و بحسب هذه النظرية " فإن الإستعارات وسـائل مفهومية للإدراك ، أو لخلق الواقع و ليست مجرد وصف له . « ، المتن ، ص: 49/48 . 

و سنقف فيما يلي على الطريقة التي استثمر بها الباحث هذه النظرية لكي يحلل نصا ، من نصوص المناقب التي درج على تحليلها في جل ما قدمه من دراسات .

4 – من استعارة الجملة إلى استعارة السياق : 

لقد دأب محمد مفتاح في كل مؤلفاته على أن يجمع بين النظرية و التطبيق ، فما يقدمه من تطبيقات إنما يبرر بها عروضه النظرية و لجوءه إلى تلك النطريات و إعادة تركيبه لمناهج انطلاقا منها … و الجزء التطبيقي في كتاب مجهول البيان أقل حجما من كل التطبيقات التي قدمها محمد مفتاح في باقي كتبه بدءاً من كتلب : في سيمياء الشعر القديم ، إلى كتاب : المفاهيم معالـــم . إلا أن الأمر ، إذا ما وعينا قصد الباحث ، عكسُ ذلك ، فما يمكن أن يتبع النظريات و المنهج الذي ركبه الباحث في الكتاب المعروض ، من تطبيقات ، لا يسعه كتاب كمجهول البيان ، و إنما يحتاج لوقفة متأنية ، و هو ما فعله في كتابه : التلقي و التأويل الذي يعتــــبره جزءا ثانيا ؛ يقول : 

« على أننا لم نجعل لها خاتمة [ فصول الكتاب ] لاعتبارنا أن هذه المقترحات المقدمة ليست إلا خطاطة أوليـة ينقصها التحليل الإبستمولوجي و التأريخي الدقيقين للمؤلفات البلاغية العربية القديمة حتى يضبط وقت بروز المفاهيم و الإشكالات و الحلول ، كما أن هذا التحليل يجب أن يشمل النظريات الأجنبية أيضا ، و تعوزها الإختبارات الدقيقة على أساس نصوص منسجمة ليمكن تعديلها أو إغناؤها . و هذا ما سنقوم به فـي الجزء الثاني . « ، المتن ، ص :10 . 

إن الجزء الثاني الذي يتحدث عنه الباحث هو كتاب : التلقي و التأويل* ، و لا نرى بأسا في عرضنا لهذا الفصل التطبيقي من الكتاب أن نقدم الترجمة – المنقبة التي يحللها محمد مفتاح ، و هي متعلقة بأبي زكرياء يحي بن لا الأذى الرجراجي ، و تقول: 

« من أهل بلد ونكيلة بوادي شفشاون ، قديم الوفاة . و كان قد رحل إلى المشرق رحلته التي حج فيها . و كـان عبدا صالحا مجاب الدعوة . حدثوا عنه أنه أخذ ذات يوم منجله لقطع شجر السدر .فبينما هو يقطعه إذ صـادف رجل قنفذ فكسرها، فآلمه ذلك . و قال : اسمي يحي بن لا الأذى ، فإذا أنا يحي بن الأذى ، أوذي خلــــق الله ؟ فأخذ القنفذ فربط رجله بجبائر و أدخله في خابية فكان يسقيه الماء و يطعمه التين و الزبيب إلى أن انجبر فذهب . « ،[ ابن الزيات . التشوف إلى رجال التصوف و أخبار أبي العباس السبتي ، تحقيق : د. أحمـــــد التوفيق ، 1984  ص:85.] ،نقلا عن المتن ، ص: 116 . 

هذه هي المنقبة التي يحللها الباحث ، فورود هذه الترجمة في كتاب للمناقب و دلالتها الحرفية الظاهرة ، أمر قابل للنقاش ، و يقصد الباحث بورودها في كتاب للمناقب : سياق  ورودها الذي يجعلها تنطوي على دلالة مضمرة باطنة ، يقول الباحث : 

« إن الترجمة التي بين أيدينا هي ضمن كتاب في المناقب ، و كتب المناقب وجه ثان لكتب التراجم و الطبقات . و معنى هذا أنها تجمع بين الواقع ة الممكن . فقد تعبر بالواقع ، أو تأتي باللاواقع أو الممكن ، و لكن مهـما اختلفت نقطة الانطلاق ، فإن الغاية المتوخاة في مثل هذه الكتب هي عالم الإمكان . « ، المتن ،ص :118 .

لتحليل هذه الترجمة – المنقبة ، يتبنى محمد مفتاح مفهوم التفاعل La synergie ، أو " شبه التضاد " أي أن يكون الشيء كشيء آخر و لكنه مناقض له في نفس الوقت . فالصوفي ، مثلا ، في ظل هذه المقاربة يمكن نعته بأنه إنسان عادي و ليس عاديا في نفس الوقت ، نبي و ليس نبيا ، شبه إلاه و ليس إلاه . 

و انطلاقا من تحليله لاسم المترجَم له في المنقبة ( أبو زكرياء يحي بن لا الأذى ) ينتهي إلى بعض صفاته ، فهو مُحيٍ و غير مُؤذٍ ، و عمله الإيذاء و الإحياء . 

و إذا كانت المنقبة تستحضر بعض مقومات الموت إلى جانب مقومات الحياة ، فإنما هي تمطيط لاسم صاحب الترجمة (يحي … بن لا الأذى ) الذي يضمر مقومات مضادة لما يظهره كمقومات " الموت " كما يقول الباحث . و المترجَم له و الترجمة ،من جهـــة ثانية ، يحكمهما نفس السياق . 

إن ما ينتهي إليه محمد مفتاح بعد كشف ترابطات هذا النص – المنقبة ، و علاقات التعدي التي تطبع جمله و كلمــــاته ، هو كشفه لعالم الإمكان الذي تحيل عليه هذه المنقبة . لذلك اعتبرها مشبها به أو موضوعا ثانيا ، و اعتبر عالم الإمكان مشبها أو موضوعا أولا . و لكي يتم الإنتقال إلى استعارة النص كان لا بد من المرور باستعارة الجملة التي وقف فيها الباحث على الاستعارات الآتية :

- الصوفي إلاه 

- الصوفي نبي 

- القنفذ إنسان 

- المنجل معصية 

- شجر السدر شعر العانة 

- الماء و التين و الزبيب أنواع العبادات 

- الخابية خلوة العبادة 

- الجبائر هي المواعظ 

و لا يسعنا في هذا المقام أن نقدم كل التحليلات التي قدمها الباحث لهذه الاستعارات ، و لكننا سنقدم تفريعه لمقومات اثنتين منها:

- الصوفي نبي أو إلاه :

أ‌)      الصوفي :[ + الإطـــعـــــــام و الإســـــــــقاء ] ؛        ب) نبي أو إلاه :[ +رد الجوارح التي تفقد ]،[+إبــــراء

                [ + تجبير الكسر ]،[ +إشفاء المرض ]                                  الأكمه و الأبرص ]، [+ إحياء الموتى ] ،

                                                                              [ +الإطعام و السقي ] .

- المنجل معصية :

أ‌)      المنجل : [+ أداة ] ، [+ حادة ] ،[+للقــــطع ] ؛    ب) معصية : [+ فعل ] ، [+ مؤذ ] ، [+ محدث ضــررا في

                  [ +مؤذية ] ، [+ تســـــــــيل الدم ] ،                          العمل الصالح ] ، [+ناتج عن أي عمل                                                                                                        مخالف للشريعة ] ،[+ تحدث ثغرة في 

                                                                                                الجسم و في غيره ]. 



إننا الآن أمام سلسلة من الاستعارات التي تفرعت عن استعارة نواة ( الصوفي نبي أو إلاه ) ، و هذه العملية هي ما يسـمى بالاستعارة النصية التي منها ينطلق الباحث إلى تحليل استعارة السياق ؛ و تعني :

        « مجموعة الاستعارات المتضام بعضها إلى بعض التي توازي الخلفية الثقافية و الإجتماعية « المتن،ص:130 

و يدعو الباحث هذه الاستعارة أيضا بالتمثيل ، و لفهم هذه الاستعارة التي يقصد إليها يجب أن نستحضر السياق العام (الثقافي والإجتماعي ) الذي يحيل عليه النص ، إنه  " عالم الصوفي " . 

إنه العالم الذي خول لمحمد مفتاح أن يؤول المنجل بالمعصية ، و شجر السدر بالعانة … إن مسألة الجنس – الغريــزة – مسألة ذات حساسية خاصة في عالم الصوفية ، و الحفاظ على النوع البشري أكثر منها حساسية ؛ لذلك كـــــان على ابن لا الأذى ألا يؤذي خلق الله .            

                                                                            لكبيرالشميطي 

المتن و الهوامش :

-        المتن: محمد مفتاح . مجهول البيان ، دار توبقال ، ط.(1990) 1..

-        الهوامش :

( 1 ) Introduction de Michel Meyer, in : ARISTOTE. Rhéttorique,Le livre de poche , Librairie Générale Française , (1991) ,p. 5. 

(2 ) محمد الولي ." من بلاغة الحجاج إلى بلاغة المحسنات " ،مجلة: فكر و نقد ، عدد8 : ،السنة  (1998) :  ص،137 

( 3 ) محمد العمري . " البلاغة العامة و البلاغة المعممة " ،مجلة فكر و نقد ،ع .25 ،س .2000 . ص.65 .

( 4 ) طه عبد الرحمن .اللسان و الميزان –أو التكوثر العقلي ،المركز الثقافي العربي ،ط .1 ،(1998) ،ص.296 .

( 5 ) محمد الولي ، نفسه ، ص.129.

( 6 ) محمد مفتاح . المفاهيم معالم ، المركز الثقافي العربي ، ط. (1999)1.

( 7 ) عمر أوكان . " أرسطو و الإستعارة " ، مجلة :فكر و نقد ، ع.17 ،س.1999 ،ص.110 .

( 8 ) جورج لايكوف و مارك جونسون .الإستعارات التي نحيا بها ، ترجمة : عبد الحميد جحفة ، دار توبقال ،

                                                                                      ط.1 (1996) ص.201 .

( 9 ) POUILLOX Jean-Yves . " La métaphore “, in :Encyclopédia universalis , vol.15 , .                                                                                        p :186a  
 مرات القراءة: 3262 - التعليقات: 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق