الخطاب والنص - المفهوم . العلاقة . السلطة
يحاول الباحث في هذه الدّراسة إعادة طرح إشكاليّة: الخطاب والنّص: المفهوم والعلاقة والسّلطة, متذرّعاً بعدد من الدّواعي والأسباب, لعلّ من بين أهمّها:
-أنّ إشكاليّة "النّص والخطاب" لا تزال تمثّل-في الوسط الثّقافي النّقدي العربي- إحدى أهمّ الإشكاليّات المشْكِلة التي لم يحلّ إشكالها بعدُ, على الأقلّ, بصورة مقبولة ونهائيّة, تمكّننا من الاستفادة مما أنجز غربيّاً, على صعيد هذين المفهومين المُهمَّين (النّص والخطاب). بدليل ما نراه ونلمسه, في السّاحة النّقديّة والثّقافيّة العربيّة من خلط بين هذين المفهومين, وعدم وضوح الرّؤية لحقيقة كلّ منهما, ما أدّى- في رأي الباحث على الأقلّ- إلى عدم الدّقة في استعمالهما, في وعي الكثير من الدّارسين العرب, ما جعلهما يبدوان, في كثير من الدّراسات العربيّة- بما فيها بعض الدّراسات الأكاديميّة- مفهومين متطابقين حيناً, ومتداخلين حيناً, ومتقاطعين حيناً, ومتكاملين حيناً, الأمر الذي عكس نفسه سلبا على تعاطي النّاشئة من الدّارسين الأكاديميين, مع هذين المصطلحين, وتفاعلهم معهما بصورة سلبيّة؛ تنبئ عن الكثير من الجهل والسّطحيّة, فضلا عن عدم الوعي بأهميّتهما, على الصّعيد المنهجي والإجراءاتي في تناول ما يتناولونه من قضايا النّقد والإبداع عموما.
-على أن ثمة سببا آخر-ربما-يكون ضمن أهم الأسباب التي دفعت الباحث إلى تكريس هذا البحث, لتناول هذين المفهومين, وما تنشأ بينهما من علاقات, ويتمخّض عنهما من سلطات, ويتمثّل في أهميّة هذين المفهومين المركزيّين الذين باتا يحتلان بؤرة انتباه النّاقد الغربيّ والعربي على السّواء؛ فمنذ أطلق رومان ياكوبسن مقولته الشّهيرة- كان ذلك في منتصف العقد الثاني من القرن العشرين- "إنّ موضوع العلم الأدبيّ ليس هو الأدب, وإنّما الأدبيّة, أي ما يجعل من عمل ما عملاً أدبيّا"_ أخذ الوعي بموضوع أدبيّة الأدب ينمو ويتطوّر, وأخذت الدّراسات الأدبيّة والنّقديّة مسارات مختلفة, وتحقّقت خطوات عمليّة مهمّة على طريق علْمَنَة النّقد الأدبي, والتّسريع- بالتالي- في فهمنا لطبيعة الأدب, وتطوير مناهج نقده وتحليله.
غير أنه, ومنذ منتصف الستينات من القرن العشرين, ومن خلال التدقيق في مفهوم الأدبية الذي كان قد عمل على ترسيخه ياكبسون والشكلانون الروس, وإعادة قراءة كل تحديداته السابقة, انتهى مجموعة من الدارسين, يتقدمهم الباحث الفرنسي تزفيطان طودوروف إلى القول:" إنّ هذا المفهوم (الأدبيّة) لا يزال عاجزا عن استيعاب كل ما يكون به الأدب أدبا, ومن هنا, رأينا هؤلاء الباحثين يذهبون إلى القول: إن موضوع العلم الأدبي ليس هو الأدبية, إنما هو الخطاب الأدبي, فليس العمل الأدبي ذاته_كما يذهب تودوروف_ هو موضوع البوطيقا, إنما تبحث عنه البوطيقا هو خصائص هذا الكتاب الخاص الذي هو الخطاب الأدبي, ما دفع بمفهوم الخطاب والنص إلى الواجهة في التفكير النقدي الغربي منذ ذلك الحين, وحل مفهوم الخطاب الأدبي, أو مفهوم النص الأدبي, محل أدبية الأدب عموما, وذلك لاعتبارات عديدة, من بينها-كما نعرف جميعا- أن هناك علاقات بين الخطابات أو النصوص؛ أكانت أدبية, أم غير أدبية, فضلا عن أن البحث في خصائص الخطاب الأدبي يساعد على إبراز ما يميزه عن غيره من الخطابات الأخرى, الأمر الذي سيدفع التحليل والنظرية معا إلى مداهما الأبعد, بإقامة بوطيقا متكاملة ومفتوحة على خطابات متعددة ومتنوعة.
-وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها باحثون غربيون وعربا, ولا يزالون في سبيل بناء وتطوير مفهومي الخطاب والنص, فإننا لا نزال نشعر بأن ثمة حاجة للمزيد من النّظر والتّدقيق, في هذين المفهومين المركزيّين, انطلاقا من موروثنا الثقافي والحضاري, لاسيّما أن بعض الباحثين العرب قد اكتفى-فقط- بجهد الآخر الذي ما انفك يبني, ويعيد بناء هذين المفهومين, انطلاقا من موروثه الثقافي والحضاري الذي نعتقد أنه يختلف, قليلا أو كثيرا, عن مورثنا, ما يعني أن جهد الباحث في هذا البحث, قد استهدف, في الأساس, إعادة النظر في هذين المفهومين, انطلاقا من موروثنا الثقافي والحضاري, وهو جهد, يحسب الباحث أنه قد يصب في خدمة إعادة مَفْهَمَة بعض الآليّات والمصطلحات النقديّة التي يعتقد أنها ستسهم في التأسيس لخطاب نقدي عربي, يستقي مفهوماته وآليّات عمله من الموروث الثقافي والحضاري للأمّة, أي من خصوصيتنا الثقافية والحضارية كأمة ذات وجود ثقافي حضاري ضارب في عمق التاريخ الإنساني.
-ولأن ما هدف إليه الباحث, في هذا البحث, هو محاولة إعادة النظر في مفهومي الخطاب والنص, وما تنشأ بينهما من علاقات, ويتمخض عنهما من سلطات, انطلاقا مما يكوناه, وتكونه علاقتهما بعضهما ببعض والسلطة التي يجسدانه, في هذا الموروث, فإن السؤال الذي انطلق منه الباحث, في هذا البحث, وطرحه على هذا الموروث:
فما الخطاب إذن وما النص في هذا الموروث؟ وما مقومات النصية؟ وما مقومات الخطابية أو بالأحرى, ما الذي به يكون الخطاب خطابا في هذا الموروث؟ وما الذي به يكون النص نصا؟ وما الفرق بين الاثنين؟ وهل لكل منهما ماهية مستقلة عن ماهية الآخر؟ وكيف تتحقق؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد تسمية مختلفة لمسمى واحد؛ بعض الباحثين أطلق عليه مصطلح خطاب, وبعضهم الآخر فضل أن يطلق عليه مصطلح نص؟ وهنا لا يغدو للحديث عن أي منهما من معنى, ولا تعود له أية فائدة؛كونه قد بات يتعلق بأمر محسومة نتائجه سلفا.
وفي محور خاص من هذا البحث, فإن الباحث قد تساءل عن طبيعة السلطة التي يجسدها, أو يعبر عنها, أو يمارسها كل من النص والخطاب: من أين يستمدان هذه السلطة؟ وكيف يمارسانها؟!
وقد جاءت محاولة الباحث في الإجابة عن هذه التساؤلات وتساؤلات أخرى سواها, في ثلاثة محاور كبيرة, تناول في المحور الأول: قضايا المفهوم(مفهوم الخطاب ومفهوم النص), وفي المحور الثاني: قضايا العلاقة بين المفهومين. وفي المحور الثالث: قضايا السلطة التي يمثلها كل منهما.
يحاول الباحث في هذه الدّراسة إعادة طرح إشكاليّة: الخطاب والنّص: المفهوم والعلاقة والسّلطة, متذرّعاً بعدد من الدّواعي والأسباب, لعلّ من بين أهمّها:
-أنّ إشكاليّة "النّص والخطاب" لا تزال تمثّل-في الوسط الثّقافي النّقدي العربي- إحدى أهمّ الإشكاليّات المشْكِلة التي لم يحلّ إشكالها بعدُ, على الأقلّ, بصورة مقبولة ونهائيّة, تمكّننا من الاستفادة مما أنجز غربيّاً, على صعيد هذين المفهومين المُهمَّين (النّص والخطاب). بدليل ما نراه ونلمسه, في السّاحة النّقديّة والثّقافيّة العربيّة من خلط بين هذين المفهومين, وعدم وضوح الرّؤية لحقيقة كلّ منهما, ما أدّى- في رأي الباحث على الأقلّ- إلى عدم الدّقة في استعمالهما, في وعي الكثير من الدّارسين العرب, ما جعلهما يبدوان, في كثير من الدّراسات العربيّة- بما فيها بعض الدّراسات الأكاديميّة- مفهومين متطابقين حيناً, ومتداخلين حيناً, ومتقاطعين حيناً, ومتكاملين حيناً, الأمر الذي عكس نفسه سلبا على تعاطي النّاشئة من الدّارسين الأكاديميين, مع هذين المصطلحين, وتفاعلهم معهما بصورة سلبيّة؛ تنبئ عن الكثير من الجهل والسّطحيّة, فضلا عن عدم الوعي بأهميّتهما, على الصّعيد المنهجي والإجراءاتي في تناول ما يتناولونه من قضايا النّقد والإبداع عموما.
-على أن ثمة سببا آخر-ربما-يكون ضمن أهم الأسباب التي دفعت الباحث إلى تكريس هذا البحث, لتناول هذين المفهومين, وما تنشأ بينهما من علاقات, ويتمخّض عنهما من سلطات, ويتمثّل في أهميّة هذين المفهومين المركزيّين الذين باتا يحتلان بؤرة انتباه النّاقد الغربيّ والعربي على السّواء؛ فمنذ أطلق رومان ياكوبسن مقولته الشّهيرة- كان ذلك في منتصف العقد الثاني من القرن العشرين- "إنّ موضوع العلم الأدبيّ ليس هو الأدب, وإنّما الأدبيّة, أي ما يجعل من عمل ما عملاً أدبيّا"_ أخذ الوعي بموضوع أدبيّة الأدب ينمو ويتطوّر, وأخذت الدّراسات الأدبيّة والنّقديّة مسارات مختلفة, وتحقّقت خطوات عمليّة مهمّة على طريق علْمَنَة النّقد الأدبي, والتّسريع- بالتالي- في فهمنا لطبيعة الأدب, وتطوير مناهج نقده وتحليله.
غير أنه, ومنذ منتصف الستينات من القرن العشرين, ومن خلال التدقيق في مفهوم الأدبية الذي كان قد عمل على ترسيخه ياكبسون والشكلانون الروس, وإعادة قراءة كل تحديداته السابقة, انتهى مجموعة من الدارسين, يتقدمهم الباحث الفرنسي تزفيطان طودوروف إلى القول:" إنّ هذا المفهوم (الأدبيّة) لا يزال عاجزا عن استيعاب كل ما يكون به الأدب أدبا, ومن هنا, رأينا هؤلاء الباحثين يذهبون إلى القول: إن موضوع العلم الأدبي ليس هو الأدبية, إنما هو الخطاب الأدبي, فليس العمل الأدبي ذاته_كما يذهب تودوروف_ هو موضوع البوطيقا, إنما تبحث عنه البوطيقا هو خصائص هذا الكتاب الخاص الذي هو الخطاب الأدبي, ما دفع بمفهوم الخطاب والنص إلى الواجهة في التفكير النقدي الغربي منذ ذلك الحين, وحل مفهوم الخطاب الأدبي, أو مفهوم النص الأدبي, محل أدبية الأدب عموما, وذلك لاعتبارات عديدة, من بينها-كما نعرف جميعا- أن هناك علاقات بين الخطابات أو النصوص؛ أكانت أدبية, أم غير أدبية, فضلا عن أن البحث في خصائص الخطاب الأدبي يساعد على إبراز ما يميزه عن غيره من الخطابات الأخرى, الأمر الذي سيدفع التحليل والنظرية معا إلى مداهما الأبعد, بإقامة بوطيقا متكاملة ومفتوحة على خطابات متعددة ومتنوعة.
-وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها باحثون غربيون وعربا, ولا يزالون في سبيل بناء وتطوير مفهومي الخطاب والنص, فإننا لا نزال نشعر بأن ثمة حاجة للمزيد من النّظر والتّدقيق, في هذين المفهومين المركزيّين, انطلاقا من موروثنا الثقافي والحضاري, لاسيّما أن بعض الباحثين العرب قد اكتفى-فقط- بجهد الآخر الذي ما انفك يبني, ويعيد بناء هذين المفهومين, انطلاقا من موروثه الثقافي والحضاري الذي نعتقد أنه يختلف, قليلا أو كثيرا, عن مورثنا, ما يعني أن جهد الباحث في هذا البحث, قد استهدف, في الأساس, إعادة النظر في هذين المفهومين, انطلاقا من موروثنا الثقافي والحضاري, وهو جهد, يحسب الباحث أنه قد يصب في خدمة إعادة مَفْهَمَة بعض الآليّات والمصطلحات النقديّة التي يعتقد أنها ستسهم في التأسيس لخطاب نقدي عربي, يستقي مفهوماته وآليّات عمله من الموروث الثقافي والحضاري للأمّة, أي من خصوصيتنا الثقافية والحضارية كأمة ذات وجود ثقافي حضاري ضارب في عمق التاريخ الإنساني.
-ولأن ما هدف إليه الباحث, في هذا البحث, هو محاولة إعادة النظر في مفهومي الخطاب والنص, وما تنشأ بينهما من علاقات, ويتمخض عنهما من سلطات, انطلاقا مما يكوناه, وتكونه علاقتهما بعضهما ببعض والسلطة التي يجسدانه, في هذا الموروث, فإن السؤال الذي انطلق منه الباحث, في هذا البحث, وطرحه على هذا الموروث:
فما الخطاب إذن وما النص في هذا الموروث؟ وما مقومات النصية؟ وما مقومات الخطابية أو بالأحرى, ما الذي به يكون الخطاب خطابا في هذا الموروث؟ وما الذي به يكون النص نصا؟ وما الفرق بين الاثنين؟ وهل لكل منهما ماهية مستقلة عن ماهية الآخر؟ وكيف تتحقق؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد تسمية مختلفة لمسمى واحد؛ بعض الباحثين أطلق عليه مصطلح خطاب, وبعضهم الآخر فضل أن يطلق عليه مصطلح نص؟ وهنا لا يغدو للحديث عن أي منهما من معنى, ولا تعود له أية فائدة؛كونه قد بات يتعلق بأمر محسومة نتائجه سلفا.
وفي محور خاص من هذا البحث, فإن الباحث قد تساءل عن طبيعة السلطة التي يجسدها, أو يعبر عنها, أو يمارسها كل من النص والخطاب: من أين يستمدان هذه السلطة؟ وكيف يمارسانها؟!
وقد جاءت محاولة الباحث في الإجابة عن هذه التساؤلات وتساؤلات أخرى سواها, في ثلاثة محاور كبيرة, تناول في المحور الأول: قضايا المفهوم(مفهوم الخطاب ومفهوم النص), وفي المحور الثاني: قضايا العلاقة بين المفهومين. وفي المحور الثالث: قضايا السلطة التي يمثلها كل منهما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق