ينهض منهج الباحث في تحليل الخطاب الذي يحاول- خلال هذه الدّراسة- وضع أسسه النظريّة والتّطبيقيّة, على الأسس الآتية:
1. دراسة الظّواهر اللّغويّة في حضورها العينيّ المباشر؛ بحثاً عمّا وراءها من أنساق فكريّة أو أيديولوجيّة (خطابيّة) هي التي تنتجها, وتسهم في إعادة إنتاجها.
2. وهو ما تطلّب مِنه التحوّل- خلال عمليّة التّحليل- من دراسة (المعلوم في) الظّاهرة اللغويّة الواعية إلى دراسة (المجهول) الكامن وراء تلك الظّاهرة اللغويّة, ومن البنية السّطحيّة, إلى البنية العميقة, ومن الظّاهر (النّص) إلى الباطن (الخطاب). وهو ما اقتضى اقتصار جهد الباحث- في هذه الدّراسة- على تحليل "الملفوظات الدّالة أو الواعية" فقط, واستبعاد الألفاظ المفردة, من جهة- لأنّ ذلك من اختصاص علماء (فقهاء) اللّغة- واستبعاد الملفوظات اللاّواعية, من جهة ثانية؛ باعتبار دراستها من مهمّة علماء النّفس, ونحن لسنا من هؤلاء, ولا من أولئك, ولا همّنا همّهم.
وهذا يقتضي أنّ منهج الباحث في تحليل ملفوظ الخطاب يرفض التّعامل مع الملفوظات في ذاتها, أو من حيث هي كيانات قارّة, أو أشكال قائمة بذاتها, أو مستقلّة عن متلفّظيها, ودوافع تلفّظهم, ويتّخذ أساساً لتحليله: شبكة العلاقات التي تنشأ بين عناصر التلفّظ في تلك الملفوظات في حضورها العينيّ المباشر.
3. يتبنّى الباحث- خلال منهجه التحليلي في هذا البحث- مفهومَ النّسق النّاظم بين عناصر التّلفّظ, وذلك بهدف اكتشاف قوانين كليّة عامةً؛ تحكم أو تتحكّم في السّلوك التّلفّظي, أو في عمليّة التّبادل اللغويّ والرّمزيّ بشكل عام, ما حتّم عليه الانطلاق من الخاصّ إلى العامّ؛ من الواقعة الملفوظيّة إلى واقع التّلفّظ بشكل عام, أي من عمليّة التلفّظ, كما هي مجسّدة في شكلها الحاليّ الملموس, أو في تحقّقها العينيّ المباشر الآن-هنا, إلى واقع التلفّظ السّائد في مرحلة تاريخيّة معيّنة, بشكل عام.
4. وهذا يقتضي أنّ ما هدف إليه الباحث- خلال جهده التّحليليّ في هذا البحث- هو بالتّحديد, الكشف عن البنية اللاّواعية المضمرة في كلّ مؤسّسة, أو في كلّ شكل ملفوظيّ, للحصول على مبدأ للتّأويل يصلح للتّطبيق على مؤسّسات (خطابيّة) أخرى مشابهة. وهو أمر من شأنه أنّه يضعنا في حضرة كينونة ملفوظيّة جدليّة مفتوحةٍ؛ خالقةٍ للكلّيات, ومخلوقةٍ بها أو خلالها, وإن ظلّت خارج (أو أدنى) نطاق الوعي والإرادة الإنسانيّة. لذلك فهو يحاول- خلال منهجه التحليليّ هذا- فهم هذه الكينونة الملفوظيّة, بالقياس إلى نفسها, وليس بالقياس إلى أناه الفاهمة لتلك الكينونة.
وهذا يقتضي أنّه قد حاول التّوصّل إلى واقع ملفوظيّ موضوعيّ يكون, في حقيقته, واقع الإنسان في حضوره العينيّ المباشر, أو يكون الإنسان, بالأحرى حاضراً فيه, وليس غائباً عنه, فاعلاً فيه, وليس مجرّد منفعل به.
5. ولأنّ الباحث يستبعد- خلال منهجه التحليليّ في هذا الكتاب- تعريف الإنسان وثقافته باللّغة وحدها, أي بكونه مجرّد حيوانٍ ناطقٍ, أو بأنّه مجرّد كائنٍ متكلِّمٍ كلاماً طبيعيّاً (تؤسّسه الطّبيعة البشريّة), فهذا ما اقتضى مِنه النّظر إلى (الكائن المتلفّظ في ملفوظ الكلام عموماً) بوصفه كائناً تاريخيّاً (ثقافيّاً) بامتياز, أي بوصفه كائناً متكلّماً كلاماً تؤسّسه الثّقافة والبيئة أو المحيط السّوسيو-ثقافيّ الذي ينخرط فيه الإنسان, ويتفاعل معه.
6. على أنّه يجب الإشارة أخيراً إلى أنّ جهد الباحث التّحليليّ- في هذه الدّراسة- قد اقتصر- فقط- على تحليل ملفوظات الخطاب المكتوب أو (الكتابيّ) دون ملفوظات الخطاب الشّفاهي, وعلى ملفوظات الخطاب غير المباشر, دون ملفوظات الخطاب المباشر, منطلقاً- في ذلك- من العبارات النّصيّة (التي تنتمي إلى نصّ, أو يتجسّد حضورها في نصّ) دون الجمل النّظاميّة (المصنوعة بغرض التّمثيل).
وقد رصد الباحث في هذا البحث ثلاثةَ أنظمةٍ رئيسة للتّلفّظ, أو لعلاقة المتلفّظ, بشكلٍ عام, بملفوظاته, بشكلٍ عام:
1. نظام التّعالي؛ تعالي الكينونة المتلفّظة على عالم التلفّظ, متضمّناً تعاليها على ما تتلفّظ به, وتعاليها على ما تتلفّظ فيه, وتعاليها على ما تتلفّظ له أو لأجله, وتعاليها على المتلفّظ إليه, وعن هذا النّظام ينتج ما نسمّيه بـ"ملفوظ خطاب التّعالي".
2. ونظام العلوّ (التّفاعل والجدل)؛ علوّ الكينونة المتلفّظة في عالم التلفظّ؛ متضمّناً علوّها فيما تتلفّظ به, وعلوّها فيما تتلفّظ فيه, وعلوّها فيما تتلفّظ له أو لأجله, وعلوّها في المتلفّظ إليه, وينتج عن هذا النّظام ما نسمّيه بـ"ملفوظ خطاب العلوّ" أو بخطاب الكينونة المتفاعلة أو الجدليّة.
3. ونظام التّبعيّة والسّقوط؛ سقوط الكينونة المتلفّظة في عالم التلفّظ, وتبعيّتها له؛ متضمّناً تبعيّتها وسقوطها فيما تتلفّظ فيه, وسقوطها فيما تتلفّظ به, وسقوطها فيما تتلفّظ له أو لأجله, وسقوطها فيما(أو من)تتلفّظ إليه, وينتج عن هذا النّمط من الأنظمة ما نسمّيه بـ"ملفوظ خطاب البينونة/السّقوط". وقد نهض بتحليل هذه الأنظمة الخطابية الثلاثة كلا في محور خاص, على النحو الذي تكشف عنه الدّراسة
1. دراسة الظّواهر اللّغويّة في حضورها العينيّ المباشر؛ بحثاً عمّا وراءها من أنساق فكريّة أو أيديولوجيّة (خطابيّة) هي التي تنتجها, وتسهم في إعادة إنتاجها.
2. وهو ما تطلّب مِنه التحوّل- خلال عمليّة التّحليل- من دراسة (المعلوم في) الظّاهرة اللغويّة الواعية إلى دراسة (المجهول) الكامن وراء تلك الظّاهرة اللغويّة, ومن البنية السّطحيّة, إلى البنية العميقة, ومن الظّاهر (النّص) إلى الباطن (الخطاب). وهو ما اقتضى اقتصار جهد الباحث- في هذه الدّراسة- على تحليل "الملفوظات الدّالة أو الواعية" فقط, واستبعاد الألفاظ المفردة, من جهة- لأنّ ذلك من اختصاص علماء (فقهاء) اللّغة- واستبعاد الملفوظات اللاّواعية, من جهة ثانية؛ باعتبار دراستها من مهمّة علماء النّفس, ونحن لسنا من هؤلاء, ولا من أولئك, ولا همّنا همّهم.
وهذا يقتضي أنّ منهج الباحث في تحليل ملفوظ الخطاب يرفض التّعامل مع الملفوظات في ذاتها, أو من حيث هي كيانات قارّة, أو أشكال قائمة بذاتها, أو مستقلّة عن متلفّظيها, ودوافع تلفّظهم, ويتّخذ أساساً لتحليله: شبكة العلاقات التي تنشأ بين عناصر التلفّظ في تلك الملفوظات في حضورها العينيّ المباشر.
3. يتبنّى الباحث- خلال منهجه التحليلي في هذا البحث- مفهومَ النّسق النّاظم بين عناصر التّلفّظ, وذلك بهدف اكتشاف قوانين كليّة عامةً؛ تحكم أو تتحكّم في السّلوك التّلفّظي, أو في عمليّة التّبادل اللغويّ والرّمزيّ بشكل عام, ما حتّم عليه الانطلاق من الخاصّ إلى العامّ؛ من الواقعة الملفوظيّة إلى واقع التّلفّظ بشكل عام, أي من عمليّة التلفّظ, كما هي مجسّدة في شكلها الحاليّ الملموس, أو في تحقّقها العينيّ المباشر الآن-هنا, إلى واقع التلفّظ السّائد في مرحلة تاريخيّة معيّنة, بشكل عام.
4. وهذا يقتضي أنّ ما هدف إليه الباحث- خلال جهده التّحليليّ في هذا البحث- هو بالتّحديد, الكشف عن البنية اللاّواعية المضمرة في كلّ مؤسّسة, أو في كلّ شكل ملفوظيّ, للحصول على مبدأ للتّأويل يصلح للتّطبيق على مؤسّسات (خطابيّة) أخرى مشابهة. وهو أمر من شأنه أنّه يضعنا في حضرة كينونة ملفوظيّة جدليّة مفتوحةٍ؛ خالقةٍ للكلّيات, ومخلوقةٍ بها أو خلالها, وإن ظلّت خارج (أو أدنى) نطاق الوعي والإرادة الإنسانيّة. لذلك فهو يحاول- خلال منهجه التحليليّ هذا- فهم هذه الكينونة الملفوظيّة, بالقياس إلى نفسها, وليس بالقياس إلى أناه الفاهمة لتلك الكينونة.
وهذا يقتضي أنّه قد حاول التّوصّل إلى واقع ملفوظيّ موضوعيّ يكون, في حقيقته, واقع الإنسان في حضوره العينيّ المباشر, أو يكون الإنسان, بالأحرى حاضراً فيه, وليس غائباً عنه, فاعلاً فيه, وليس مجرّد منفعل به.
5. ولأنّ الباحث يستبعد- خلال منهجه التحليليّ في هذا الكتاب- تعريف الإنسان وثقافته باللّغة وحدها, أي بكونه مجرّد حيوانٍ ناطقٍ, أو بأنّه مجرّد كائنٍ متكلِّمٍ كلاماً طبيعيّاً (تؤسّسه الطّبيعة البشريّة), فهذا ما اقتضى مِنه النّظر إلى (الكائن المتلفّظ في ملفوظ الكلام عموماً) بوصفه كائناً تاريخيّاً (ثقافيّاً) بامتياز, أي بوصفه كائناً متكلّماً كلاماً تؤسّسه الثّقافة والبيئة أو المحيط السّوسيو-ثقافيّ الذي ينخرط فيه الإنسان, ويتفاعل معه.
6. على أنّه يجب الإشارة أخيراً إلى أنّ جهد الباحث التّحليليّ- في هذه الدّراسة- قد اقتصر- فقط- على تحليل ملفوظات الخطاب المكتوب أو (الكتابيّ) دون ملفوظات الخطاب الشّفاهي, وعلى ملفوظات الخطاب غير المباشر, دون ملفوظات الخطاب المباشر, منطلقاً- في ذلك- من العبارات النّصيّة (التي تنتمي إلى نصّ, أو يتجسّد حضورها في نصّ) دون الجمل النّظاميّة (المصنوعة بغرض التّمثيل).
وقد رصد الباحث في هذا البحث ثلاثةَ أنظمةٍ رئيسة للتّلفّظ, أو لعلاقة المتلفّظ, بشكلٍ عام, بملفوظاته, بشكلٍ عام:
1. نظام التّعالي؛ تعالي الكينونة المتلفّظة على عالم التلفّظ, متضمّناً تعاليها على ما تتلفّظ به, وتعاليها على ما تتلفّظ فيه, وتعاليها على ما تتلفّظ له أو لأجله, وتعاليها على المتلفّظ إليه, وعن هذا النّظام ينتج ما نسمّيه بـ"ملفوظ خطاب التّعالي".
2. ونظام العلوّ (التّفاعل والجدل)؛ علوّ الكينونة المتلفّظة في عالم التلفظّ؛ متضمّناً علوّها فيما تتلفّظ به, وعلوّها فيما تتلفّظ فيه, وعلوّها فيما تتلفّظ له أو لأجله, وعلوّها في المتلفّظ إليه, وينتج عن هذا النّظام ما نسمّيه بـ"ملفوظ خطاب العلوّ" أو بخطاب الكينونة المتفاعلة أو الجدليّة.
3. ونظام التّبعيّة والسّقوط؛ سقوط الكينونة المتلفّظة في عالم التلفّظ, وتبعيّتها له؛ متضمّناً تبعيّتها وسقوطها فيما تتلفّظ فيه, وسقوطها فيما تتلفّظ به, وسقوطها فيما تتلفّظ له أو لأجله, وسقوطها فيما(أو من)تتلفّظ إليه, وينتج عن هذا النّمط من الأنظمة ما نسمّيه بـ"ملفوظ خطاب البينونة/السّقوط". وقد نهض بتحليل هذه الأنظمة الخطابية الثلاثة كلا في محور خاص, على النحو الذي تكشف عنه الدّراسة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق